ممثلين بالصدفة.. كيف سحب نجوم التيك توك السجادة من تحت أقدام خريجي المعهد في 2025؟

هل انتهى زمن المعهد؟ تحقيق خاص من دوشة يكشف كيف سيطر مشاهير التيك توك على مسلسلات 2025، ولماذا يفضلهم المنتجون على الممثلين المحترفين؟

مشاهير التيك توك

12/14/20251 دقيقة قراءة

مقارنة بين ممثلين المعهد ومشاهير التيك توك
مقارنة بين ممثلين المعهد ومشاهير التيك توك

بقلم: فريق تحرير دوشة

هل لاحظت وأنت تشاهد مسلسلاتك المفضلة مؤخراً وجوهاً مألوفة؟ ليست وجوه عمالقة الدراما الذين تربينا على فنهم، بل وجوه تراها يومياً على شاشة هاتفك وأنت تقلب في فيديوهات "تيك توك" و"انستجرام".

نعم، نحن أمام ظاهرة فنية جديدة وخطيرة بدأت تسيطر على الوسط الفني في مصر والعالم العربي في 2025، وهي: "تذكرة الدخول للفن.. عدد المتابعين أولاً والموهبة لاحقاً!".

في هذا التحقيق، يفتح موقع "دوشة" ملفاً شائكاً يؤرق الكثيرين: هل انتهى زمن الدراسة الأكاديمية للفن؟ ولماذا يفضل المنتجون "البلوجرز" على الممثلين المحترفين؟

المعيار الجديد: "معاك كام متابع؟"

في الماضي القريب، كان طريق النجومية معروفاً وشاقاً: سنوات من الدراسة في المعهد العالي للفنون المسرحية، تليها سنوات من العمل في أدوار صامتة "كومبارس"، ثم الصعود ببطء السلحفاة.

اليوم، تغيرت المعادلة تماماً وانقلبت الموازين. يكفي أن تمتلك حساباً مليونياً على منصة تيك توك، وتصنع فيديو واحد "تريند" يحقق ملايين المشاهدات، لتجد هاتفك يرن في اليوم التالي بعرض لبطولة مسلسل أو دور مؤثر في فيلم سينمائي. الموهبة لم تعد الشرط الأول، بل "الريتش" (Reach) والقدرة على إثارة الجدل.

لماذا يبيع المنتجون "المعهد" ويشترون "التيك توك"؟

قد تلوم المنتج، لكن بلغة "البيزنس"، هو يفكر بأرقام وحسابات دقيقة. دخول البلوجرز والإنفلونسرز عالم التمثيل يوفر للمنتج مكاسب لا يستهان بها:

  1. دعاية مجانية ضخمة:

    عندما يتعاقد المنتج مع "تيك توكر" لديه 5 ملايين متابع، هو يضمن أن هؤلاء الملايين سيسمعون عن المسلسل ويشاهدونه من أجل نجمهم المفضل، دون أن يدفع المنتج مليماً واحداً في إعلانات الشوارع.

  2. ضمان "التريند":

    جمهور السوشيال ميديا نشط جداً؛ أي مشهد لهذا البلوجر سيتحول فوراً إلى "كوميكس" وفيديوهات قصيرة تملأ الإنترنت، مما يرفع أسهم المسلسل ويجلب الإعلانات.

  3. أجر أقل:

    في كثير من الأحيان، يكون أجر صانع المحتوى (في بدايته) أقل بكثير من أجر نجم صف أول محترف، مما يقلل تكلفة الإنتاج.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

صرخة المظلومين: خريجو المعهد في مهب الريح

على الجانب الآخر من الصورة اللامعة، هناك مأساة حقيقية يعيشها آلاف الخريجين من معهد الفنون المسرحية والسينما. هؤلاء الشباب أفنوا سنوات شبابهم في دراسة "ستانيسلافسكي" وقواعد الأداء التمثيلي، واليوم يجلسون في بيوتهم بلا عمل.

تخيل شعور ممثل شاب تدرب لسنوات، ثم يذهب لاختبار أداء (Casting)، فيتم رفضه لصالح شخص كل مؤهلاته أنه "دمه خفيف" في فيديوهات الـ 15 ثانية! إنها حالة من الإحباط قد تقتل مواهب حقيقية كان يمكن أن تصبح مثل "أحمد زكي" أو "محمود عبد العزيز" في المستقبل.

هل نجحوا فعلاً؟ (الوجه الآخر للحقيقة)

لكي نكون منصفين، التجربة أثبتت أن "السوشيال ميديا" قد تكون بوابة لمواهب حقيقية كانت مدفونة. أسماء كثيرة بدأت بفيديوهات على فيسبوك ويوتيوب وأثبتت أنها تمتلك موهبة جبارة، مثل النجم طه دسوقي الذي بدأ بالـ "ستاند أب كوميدي" وأصبح اليوم من أهم نجوم الدراما، وغيره ممن استغلوا الفرصة وطوروا من أنفسهم.

ولكن في المقابل، شهدنا عشرات التجارب "الكارثية" لبلوجرز دخلوا التمثيل وفشلوا فشلاً ذريعاً، لأن "خفة الدم" أمام كاميرا الموبايل شيء، والوقوف أمام كاميرا السينما وتقمص شخصية درامية شيء آخر تماماً. الجمهور ذكي، ويميز سريعاً بين "الممثل الحقيقي" وبين من يمثل ليركب "التريند".

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رأي "دوشة": الفن يتسع للجميع.. ولكن!

نحن في موقع "دوشة" نؤمن أن الفن لا يعترف بالشهادات فقط، بل بالموهبة التي تفرض نفسها. لا مانع من دخول مشاهير السوشيال ميديا المجال، بشرط أن يثقلوا موهبتهم بالدراسة والتدريب (ورش التمثيل).

الخطر الحقيقي يكمن في "الاستسهال"، وتحويل الدراما المصرية العريقة إلى مجرد "سكتشات تيك توك" طويلة، تفقد فيها هويتها وعمقها من أجل إرضاء خوارزميات المنصات.

الخلاصة

في 2025، سقطت الحواجز بين الشاشات. شاشة الموبايل الصغيرة أصبحت هي الممول الرئيسي لشاشة التلفزيون الكبيرة. والبقاء في النهاية لن يكون للأكثر شهرة، بل للأكثر موهبة وذكاءً في الحفاظ على حب الجمهور.

والآن، الكرة في ملعبكم.. عزيزي القارئ:

هل ستشاهد مسلسلاً لمجرد أن بطله هو "التيك توكر" المفضل لديك؟ أم أنك ستقاطع هذه الأعمال انتصاراً للفن الحقيقي؟ شاركنا رأيك بصراحة في التعليقات، فصوت الجمهور هو الحكم النهائي.


لا تفوت قراءة هذه الموضوعات الساخنة في "دوشة":

👉 شاهد أيضاً: أغرب شروط عقود زواج فنانين مصريين

👉 شاهد أيضاً: الفن مش مضمون: مشاريع الفنانين أشهر مطاعم وكافيهات النجوم في مصر